أبحاث طبية حديثة
جرعة الوارفارين والتركيب الوراثي
هل بيانات التركيب الوراثي تفيد في تحديد جرعة الوارفارين
الوارفارين دواء مميع للدم يستخدم لمنع تشكل جلطات الدم الخطيرة في الجسم التي تكثر لدى المرضى المصابين بأمراض الأوعية الدموية أو القلب والتي قد تؤدي إلى فقدان الحركة في بعض الأطراف أو حتى الموت. وتمثل الاختلافات الفردية في الاستجابة لدواء الوارفارين تحديا للطبيب المعالج وللمريض وذلك لأن استخدام هذا الدواء المضاد لتخثر الدم يظهر تفاوت في الاستجابة من مريض لآخر وهذا يجعل الطبيب لا يستطيع تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض إلا بعد تجربة استخدام الدواء مع المريض وتكرار فحص تخثر الدم INR بعد استخدام الدواء بحوالي أسبوع. ويظهر مدى التحدي التي يظهره التفاوت في الاستجابة لدواء الوارفارين في أنه إذا زاد تأثير الدواء قد يؤدي إلى نزيف داخلي في المخ أو أي مكان آخر في الجسم أو نزيف خارجي من الأغشية المخاطية كما في الأنف واللثة في الفم ، وبالمثل فقد يؤدي نفص تأثير الدواء إلى حدوث جلطات داخل الأوعية الدموية. ويعزى هذا الاختلاف بسبب تفاوت في كمية الأنزيمات المسئولة عن التخلص من دواء الوارفارين التي أثبتت الدراسات ارتباطها ببعض جينات الإنسان وقد تم تحديها وهي اثنين. وكانت هيئة الدواء والغذاء الأمريكية قد أوصت بأخذ الفحص الوراثي لهذين الإنزيمين وأخذها بالاعتبار عند تحديد جرعة الوارفارين.
ولكن على عكس ما كان متوقعا، فقد كشفت دراسة سريرية نشرت في مجلة نيو انغلاند للطب في نوفمبر 2013 أن فحص التركيب الوراثي بهدف تحديد جرعة الوارفارين لم يحسن السيطرة على منع تخثر الدم خلال الأربعة الأسابيع الأولى من العلاج. وتم إجراء هذه الدراسة بشكل عشوائي على 1015 مريض بتلقي جرعات الوارفارين التي تم تحديدها وفقا للتوصيات المعتمدة لتحديد جرعة الوارفارين التي شملت كلا من المتغيرات السريرية وبيانات التركيب الوراثي أو التي شملت المتغيرات السريرية فقط. وكان جميع المرضى والأطباء على غير علم بجرعة الوارفارين خلال ال 4 أسابيع الأولى من العلاج ما يعني أن هذه الدراسة اتبعت أسلوب التعمية المزدوجة التي تعتبر من أفضل التجارب السريرية . |